ابى عبد الله Admin
نقاط : 53971 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 22/02/2010 العمر : 41 الموقع : فرسان الدعوة السلفيه السنيه العمل/الترفيه : القراة والنت ومدير منتدى فرسان الدعوة السلفية
| موضوع: خاطبوا الناس على قَدْرِ عقولِهم؛ الاختلاط بين (التحريم) و(التكفير):علي حسن الحلبي الأحد فبراير 28, 2010 1:32 pm | |
|
خاطبوا الناس على قَدْرِ عقولِهم؛ الاختلاط بين (التحريم) و(التكفير)
قَرَأْتُ ما تداوَلَتْهُ كَثيرٌ مِن الصُّحُفِ المطبوعةِ، والأكثرُ مِن المواقعِ والمنتدياتِ الإلكترونيَّةِ حول الفَتْوَى المُسنَدةِ إلى الشيخِ عبدِ الرَّحمن بن ناصرِ البَرَّاك -وفَّقَهُ اللهُ-، والتي نُسِبَ إليه -فيها- أنَّهُ يقولُ بِكُفْرِ مِن يُسَوِّغُ الاختلاطَ، ويُجيزُ قَتْلَهُ! ولا شكَّ أنَّ الكلامَ -لو كان هكذا- لكان باطِلاً جدًّا، ومُنكَراً جِدًّا! لكنَّ الواقعَ أنَّ كلامَ الشيخ -وفَّقَهُ اللهُ- كما جاء في (موقعِهِ الرَّسْمِيِّ)-: مُوَجَّهٌ إلى مَن (يستحلُّ) الاختلاطَ، أي: يَعُدُّهُ حَلالاً مُناقضةً منه لأدلَّةِ تحريمِهِ... وليس معناهُ تكفيرَ المُواقِعِ للاختلاطِ عن شهوةٍ أو معصيةٍ؛ فضلاً عن المُجيزِ له عن شُبهةٍ عِلميَّةٍ -حتَّى لو أخطَأَ-... وهذا -بهذا القيد- هو -نفسُهُ- اعتقادُ أهل السُّنَّةِ في مُرْتَكِبِي عُموم الذُّنُوب والآثام، والذي لخَّصَهُ الإمامُ الطَّحاويُّ بقولِهِ -في «عقيدتِهِ» -المشهورةِ-: «ولا نكفّرُ أحداً مِن أهلِ القبلةِ بذنبٍ ما لم (يستحلَّهُ)». مع التوكيد-حتى في هذا-على ضبط الفرق بين الكفر النوعيّ،والتكفير العينيّ-وما يحتاجُه هذا-الأخير- مِن لزوم تطبيق شروطٍ وضوابطَ على الأفراد؛ لا يقومُ بها إلا خاصةُ العلماء الربانيّين-؛مؤكّداً-من قبل ومن بعد-على أن إغفالَ التفريق بين هذين الأمرين سببٌ عظيمٌ في إيقاع الفتن في العالم-كله-،ولا أقول:بين المسلمين-فقط-!!!
ولكنِّي أقولُ: الأصلُ: مُخاطبةُ النَّاسِ بالاصطِلاحاتِ التي يَعقِلُونَها، ويُدْرِكُونَ معانيَها، وإلا كان ذلك (لبعضِهِم) فِتنةً؛ كما قال ابنُ مسعودٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-: «ما أنت بمحدِّثٍ قوماً حديثاً لا تبلُغُهُ عقولُهُم؛ إلا كان (لبعضِهِم) فتنةً». أمّا اليوم؛ فأقولُ: هو (لأكثرِهِم) كذلك! -واللهُ المُستعانُ-. بل بَلَغَ تَوَقِّي سَلَفِنا الصالحِ -رحمهُمُ اللهُ- في هذا الباب -أنْ قالَ عليُّ بنُ أبي طالب -رضي الله عنه-: «حدِّثُوا الناسَ بما يعرِفُونَ؛ أتُحِبُّونَ أنْ يُكَذَّبَ اللهُ ورسولُهُ؟!». هذا هو الهديُ السَّنَيُّ النبويُّ، وهذا هو التوجيهُ السُّنِّيُّ السلفيُّ. أقولُ: نعم؛ الأصلُ في حُكْمِ الاختلاطِ بين الجِنسَيْنِ: المَنْعُ، وأمَّا ما كان مُباحاً منهُ -لحاجةٍ، أو ضرورةٍ-؛ فبضوابطَ دقيقة، وشروطٍ وثيقة. أمّا التكفيرُ -عشوائيًّا!-؛ فلا... وأمّا القتلُ -ضربةَ لازِبٍ!!-؛ فلا وألفُ لا...
كتبه الشيخ المحدث علي بن حسن الحلبي حفظه الله*******
| |
|